بعث ولا حساب أنه من أهل الجنة لا يعذب بالنار ولئن جاز للمرجئة الاحتجاج بهذه الأخبار وإن كانت هذه الأخبار ظاهرها خلاف أصلهم وخلاف كتاب الله وخلاف سنن النبي جاز للجهمية الاحتجاج بأخبار رويت عن النبي إذا تؤولت على ظاهرها استحق من يعلم أن الله ربه وأن محمدا نبيه الجنة وإن لم ينطق بذلك لسانه ولا يزال يسمع أهل الجهل والعناد ويحتجون بأخبار مختصرة غير متقصاه وبأخبار مجملة غير مفسره لا يفهمون أصول العلم يستدلون بالمتقصى من الأخبار على مختصرها وبالمفسر منها على مجملها قد ثبتت الأخبار عن النبي بلفظة لو حملت على ظاهرها كما حملت المرجئة الأخبار التي ذكرناها في شهادة أن لا إله إلا الله على ظاهرها لكان العالم بقلبه أن لا إله إلا الله مستحقا للجنة وإن لم يقر بذلك بلسانه ولا أقر بشيء مما أمر الله تعالى بالإقرار به ولا آمن بقلبه بشيء أمر الله بالإيمان به ولا عمل بجوارحه شيئا أمر الله به ولا انزجر عن شيء حرمة الله من سفك دماء المسلمين وسبي ذراريهم وأخذ أموالهم واستحلال حرمهم فاسمع الخبر الذى ذكرت أنه غير جائز أن يحمل على ظاهرة كما حملت المرجئة الأخبار التي ذكرناها على ظاهرها