فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 901

الذين رضي أعمالهم حميدا رضيا سعيدا كما سبق له من السعادة في اللوح المحفوظ والإمام المبين قبل أن ينشيء الله نسمته فعليه صلوات الله وسلامه حيا محمودا وميتا مفقودا أفضل صلاة وأنماها وأزكاها وأطيبها وأبقى الله في العالمين محبته وفي المقربين مودته وجعل في أعلى عليين درجته صلى الله عليه وعلى آله الطيبين سبب تأليفه لكتاب التوحيد

أما بعد فقد أتى علينا برهة من الدهر وأنا كاره الاشتغال بتصنيف ما يشوبه شيء من جنس الكلام من الكتب وكان أكثر شغلنا بتصنيف كتب الفقه التي هي خلو من الكلام في الأقدار الماضية التي قد كفر بها كثير من منتحلى الإسلام وفي صفات الله عز وجل التي نفاها ولم يؤمن بها المعطلون وغير ذلك من الكتب التي ليست كتب الفقه وكنت أحسب أن ما يجرى بيني وبين المناظرين من أهل الأهواء في جنس الكلام في مجالسنا ويظهر لأصحابي الذين يحضرون المجالس والمناظرة من إظهار حقنا على باطل مخالفينا كاف عن تصنيف الكتب على صحة مذهبنا وبطلان مذاهب القوم وغنية عن الإكثار في ذلك فلما حدث في أمرنا ما حدث مما كان الله قد قضاه وقدر كونه مما لا محيص ولا لأحد موئل عما قضى الله كونه في اللوح المحفوظ قد سطره من حتم قضائه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام