الذين رضي أعمالهم حميدا رضيا سعيدا كما سبق له من السعادة في اللوح المحفوظ والإمام المبين قبل أن ينشيء الله نسمته فعليه صلوات الله وسلامه حيا محمودا وميتا مفقودا أفضل صلاة وأنماها وأزكاها وأطيبها وأبقى الله في العالمين محبته وفي المقربين مودته وجعل في أعلى عليين درجته صلى الله عليه وعلى آله الطيبين سبب تأليفه لكتاب التوحيد
أما بعد فقد أتى علينا برهة من الدهر وأنا كاره الاشتغال بتصنيف ما يشوبه شيء من جنس الكلام من الكتب وكان أكثر شغلنا بتصنيف كتب الفقه التي هي خلو من الكلام في الأقدار الماضية التي قد كفر بها كثير من منتحلى الإسلام وفي صفات الله عز وجل التي نفاها ولم يؤمن بها المعطلون وغير ذلك من الكتب التي ليست كتب الفقه وكنت أحسب أن ما يجرى بيني وبين المناظرين من أهل الأهواء في جنس الكلام في مجالسنا ويظهر لأصحابي الذين يحضرون المجالس والمناظرة من إظهار حقنا على باطل مخالفينا كاف عن تصنيف الكتب على صحة مذهبنا وبطلان مذاهب القوم وغنية عن الإكثار في ذلك فلما حدث في أمرنا ما حدث مما كان الله قد قضاه وقدر كونه مما لا محيص ولا لأحد موئل عما قضى الله كونه في اللوح المحفوظ قد سطره من حتم قضائه