بعلمه كما أعلمنا أن كل شيء هالك إلا وجهه وحذر عباده نفسه التي لا تشبه أنفس المخلوقين
أحمده على ما من علي من الإيمان بجميع صفات ربي عز وجل التي وصف بها نفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه حمد شاكر لنعمائه التي لا يحصيها أحد سواه
وأشكره شكر مقر مصدق بحسن آلائه التي لا يقف على كثرتها غيره جل وعلا وأؤمن به إيمان معترف بوحدانيته راغب في جزيل ثوابه وعظيم ذخره بفضله وكرمه وجوده راهب وجل خائف من أليم عقابه لكثرة ذنوبه وخطاياه وحوباته
وأشهد أن لا إله إلا الله إلها واحدا فردا صمدا قاهرا قادرا رؤوفا رحيما لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريكا له في ملكه العدل في قضائه الحكيم في فعاله القائم بين خلقه بالقسط الممتن على المؤمنين بفضله بذل لهم الإحسان وزين في قلوبهم الإيمان وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وأنزل على نبيه الفرقان علم القرآن فتمت نعماء ربنا جل وعلا وعظمت آلاؤه على المطيعين له فربنا جل ثناؤه المعبود موجودا والمحمود ممجدا
وأشهد أن محمدا رسوله المصطفى ونبيه المرتضى اختاره الله لرسالته ومستودع أمانته فجعله خاتم النبيين وخير خلق رب العالمين أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
بعثه بالكتاب المسطور في اللوح المحفوظ فبلغ عن الله عز وجل حقائق الرسالة وأنقذ به أمته من الردى والضلالة قام بأمر الله تعالى بما استرعاه ربه من حقه واستحفظه من تنزيله حتى قبضه الله إلى كرامته ومنزلة أهل ولايته