فهرس الكتاب
الصفحة 870 من 901

فمعنى هذا الخبر قد يكون أنهم لا يدخلون النار موضع الكفار منها لأن العلم محيط أن من لم يدخل موضعا ولم يقل لم يخرج قد أخبر النبي في الأخبار المتواترة التي لا يدفعها عالم بالأخبار أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فإذا استحال أن يخرج من موضع لم يدخل فيه ثبت وبان وصح أن يخرج من النار ممن كان في قلبه ذرة من إيمان إنما أخرج من موضع النار غير الموضع الذى خبر النبي أنه لا يدخل ذلك الموضع من النار

فالتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي على ما قد بينا وبيقين يعلم كل عالم بلغة العرب أن جائزا أن يقول القائل لا أدخل الدار إنما يريد بعض الدور كذلك يقول أيضا لا أدخل دار فلان

ولفلان دور ذوات عدد إنما يريد أني لا أدخل بعض دوره لا أنه إنما يريد لا أدخل شيئا من دور فلان

والصادق عند السامع الذى لا يتهم بكذب إذا سمعه يقول لا أدخل دار فلان ثم يقول بعد مدة قصيرة أو طويلة أدخل دار فلان لم يتوهم من سمع من الصادق هاتين اللفظتين أن إحداهما خلاف الأخرى إذا كان المتكلم بهاتين اللفظتين عندهم ورعا دينا فاضلا صادقا ويعلم من سمعه ممن يعلم أنه لا يكذب أنه إنما أراد بقوله لا ادخل دار فلان إذا سمع اللفظة الثانية أدخل دار فلان أنه أراد بالدار التي ذكر أنه لا يدخلها غير الدار التي ذكر أنه يدخلها فإذا كان معلوما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام