فمعنى هذا الخبر قد يكون أنهم لا يدخلون النار موضع الكفار منها لأن العلم محيط أن من لم يدخل موضعا ولم يقل لم يخرج قد أخبر النبي في الأخبار المتواترة التي لا يدفعها عالم بالأخبار أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فإذا استحال أن يخرج من موضع لم يدخل فيه ثبت وبان وصح أن يخرج من النار ممن كان في قلبه ذرة من إيمان إنما أخرج من موضع النار غير الموضع الذى خبر النبي أنه لا يدخل ذلك الموضع من النار
فالتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي على ما قد بينا وبيقين يعلم كل عالم بلغة العرب أن جائزا أن يقول القائل لا أدخل الدار إنما يريد بعض الدور كذلك يقول أيضا لا أدخل دار فلان
ولفلان دور ذوات عدد إنما يريد أني لا أدخل بعض دوره لا أنه إنما يريد لا أدخل شيئا من دور فلان
والصادق عند السامع الذى لا يتهم بكذب إذا سمعه يقول لا أدخل دار فلان ثم يقول بعد مدة قصيرة أو طويلة أدخل دار فلان لم يتوهم من سمع من الصادق هاتين اللفظتين أن إحداهما خلاف الأخرى إذا كان المتكلم بهاتين اللفظتين عندهم ورعا دينا فاضلا صادقا ويعلم من سمعه ممن يعلم أنه لا يكذب أنه إنما أراد بقوله لا ادخل دار فلان إذا سمع اللفظة الثانية أدخل دار فلان أنه أراد بالدار التي ذكر أنه لا يدخلها غير الدار التي ذكر أنه يدخلها فإذا كان معلوما