وزعمت الجهمية عليهم لعائن الله أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم المثبتين لله عز وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين وعلى لسان نبيه المصطفى بنقل العدل عن العدل موصولا إليه مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا
وقد ذكرنا من الكتاب والسنة ( في ) ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية
ونزيده شرحا فاسمعوا الآن أيها العقلاء ما نذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب هل يقع اسم المشبهة على أهل الآثار ومتبعي السنن
نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار أن لمعبودنا عز وجل وجها كما أعلمنا الله في محكم تنزيله فذاوه بالجلال والإكرام وحكم له بالبقاء ونفى عنه الهلاك ونقول إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره محجوب عن أبصار أهل الدنيا لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية
ونقول إن وجه ربنا القديم لا يزال باقيا فنفى عنه الهلاك والفناء