فأما احتجاج الجهمية على أهل السنة والآثار في هذا النحو بقوله ^ ( ليس كمثله شيء ) ^ فمن القائل إن لخالقنا مثلا أو إن له شبيها وهذا من التمويه على الرعاع والسفل يموهون بمثل هذا على الجهال يوهمونهم أن من وصف الله بما وصف به نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه فقد شبه الخالق بالمخلوق وكيف يكون يا ذوى الحجا خلقه مثله
نقول الله القديم لم يزل والخلق محدث مربوب والله الرازق والخلق مرزقون والله الدائم الباقي وخلقه هالك غير باق والله الغني عن جميع خلقه والخلق فقراء إلى الله خالقهم وليس في تسميتنا بعض الخلق ببعض أسامي الله بموجب عند العقلاء الذين يعقلون عن الله خطابه أن يقال إنكم شبهتم الله بخلقه إذ أوقعتم بعض أسامي الله على خلقه وهل يمكن عند هؤلاء الجهال حل هذه الأسامي من المصاحف أو محوها من صدور أهل القرآن
أو ترك تلاوتها في المحاريب وفي الجدور والبيوت
أليس قد أعلمنا منزل القرآن على نبيه أنه الملك وسمى بعض عبيدة ملكا وخبرنا أنه السلام وسمى تحية المؤمنين بينهم سلاما في الدنيا وفي الجنة فقال ( ^ تحتيهم يوم يلقونه سلام ) ونبينا المصطفى قد كان يقول يوم فراغه