لا شمال فيهما جل ربنا وعز عن أن يكون له يسار إذ كون إحدى اليدين يسارا إنما يكون من علامات المخلوقين جل ربنا وعز عن شبه خلقه وافهم ما أقول من جهة اللغة تفهم وتستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله لا متأولة قوله ( ^ بل يداه مبسوطتان ) لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت بل يداه مبسوطة أو منبسطة لأن نعم الله أكثر من أن تحصى ومحال أن تكون نعمة نعمتين لا أكثر
فلما قال الله عز وجل بل يداه مبسوطتان كان العلم محيطا أنه ثبت لنفسه يدين لا أكثر منهما وأعلم أنهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء
والآية دالة أيضا على أن ذكر اليد في هذه الآية ليس معناه النعمة حكى الله جل وعلا قول اليهود فقال ( ^ قالت اليهود يد الله مغلولة ) فقال الله عز وجل ردا عليهم ( ^ غلت أيديهم ) وقال: ^ ( بل يداه مبسوطتان ) ^ ، وبيقين يعلم كل مؤمن: أن الله لم يرد بقوله ^ ( غلت أيديهم ) ^ أى: غلت نعمهم لا ولا اليهود أن نعم الله مغلولة وإنما رد الله عليهم مقالتهم وكذبهم في قولهم يد الله مغلولة وأعلم المؤمنين أن يديه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقد قدمنا ذكر إنفاق الله عز وجل بيديه في خبر همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي ( يمين الله ملأى سحاء لا يغيضها نفقة )
فاعلم النبي أن الله ينفق بيمينه وهما يداه التي أعلم الله أنه ينفق بهما كيف يشاء