فهرس الكتاب
الصفحة 192 من 901

لا شمال فيهما جل ربنا وعز عن أن يكون له يسار إذ كون إحدى اليدين يسارا إنما يكون من علامات المخلوقين جل ربنا وعز عن شبه خلقه وافهم ما أقول من جهة اللغة تفهم وتستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله لا متأولة قوله ( ^ بل يداه مبسوطتان ) لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت بل يداه مبسوطة أو منبسطة لأن نعم الله أكثر من أن تحصى ومحال أن تكون نعمة نعمتين لا أكثر

فلما قال الله عز وجل بل يداه مبسوطتان كان العلم محيطا أنه ثبت لنفسه يدين لا أكثر منهما وأعلم أنهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء

والآية دالة أيضا على أن ذكر اليد في هذه الآية ليس معناه النعمة حكى الله جل وعلا قول اليهود فقال ( ^ قالت اليهود يد الله مغلولة ) فقال الله عز وجل ردا عليهم ( ^ غلت أيديهم ) وقال: ^ ( بل يداه مبسوطتان ) ^ ، وبيقين يعلم كل مؤمن: أن الله لم يرد بقوله ^ ( غلت أيديهم ) ^ أى: غلت نعمهم لا ولا اليهود أن نعم الله مغلولة وإنما رد الله عليهم مقالتهم وكذبهم في قولهم يد الله مغلولة وأعلم المؤمنين أن يديه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقد قدمنا ذكر إنفاق الله عز وجل بيديه في خبر همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي ( يمين الله ملأى سحاء لا يغيضها نفقة )

فاعلم النبي أن الله ينفق بيمينه وهما يداه التي أعلم الله أنه ينفق بهما كيف يشاء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام