فهرس الكتاب
الصفحة 191 من 901

وأيدي بني آدم مخلوقة على ما بينت وشرحت قبل في باب الوجه والعينين وفي هذا الباب

وزعمت الجهمية المعطلة أن معنى قوله ( ^ بل يداه مبسوطتان ) أى نعمتاه وهذا تبديل لا تأويل

والدليل على نقض دعواهم هذه أن نعم الله كثيرة لا يحصيها إلا الخالق البارئ ولله يدان لا أكثر منهما

كما قال لإبليس عليه لعنة الله ( ^ ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى ) فأعلمنا جل وعلا أنه خلق آدم بيديه فمن زعم أنه خلق آدم بنعمته كان مبدلا لكلام الله وقال الله عز وجل ( ^ والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ) أفلا يعقل أهل الإيمان أن الأرض جميعا لا تكون قبضة أحدى نعمتيه يوم القيامة ولا أن السموات مطويات بالنعمة الأخرى

ألا يعقل ذوو الحجا من المؤمنين أن هذه الدعوى التي يدعيها الجهمية جهل أو تجاهل شر من الجهل بل الأرض جميعا قبضة ربنا جل وعلا بإحدى يديه يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه وهي اليد الأخرى وكلتا يدي ربنا يمين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام