فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 901

ولست أحسب لو قيل لبصير لا آفة ببصره ولا علة بعينه ولا نقص بل هو أعين أكحل أسود الحدق شديد البياض العينين أهدب الأشفار عينك كعين فلان الذى هو صغير العين أزرق أحمر بياض العينين قد تناثرت أشفاره وسقطت أو كان أخفش العين أزرق أحمر بياض شحمها يرى الموصوف الأول الشخص من بعيد ولا يرى الثاني مثل ذلك الشخص من قدر عشر ما يرى الأول لعلة في بصره أو نقص في عينه إلا غضب من هذا وأنف منه فلعله يخرج إلى القائل له ذلك إلى المكروه من الشتم والأذى

ولست أحسب عاقلا يسمع هذا المشبه عيني أحدهما بعيني الآخر إلا وهو يكذب هذا المشبه عين أحدهما بعين الآخر ويرميه بالعته والخبل والجنون ويقول له لو كنت عاقلا يجرى عليك القلم لم تشبه عيني أحدهما بعيني الآخر

وإن كانا جميعا يسميان بصيرين إذ ليسا بأعميين ويقال لكل واحد منهما عينان يبصر بهما فكيف لو قيل له عينك كعين الخنزير والقرد والدب والكلب أو غيرها من السباع أو هوام الأرض والبهائم فتدبروا يا ذوى الألباب أبين عيني خالقنا أكثر الأزلي الدائم الباقي الذى لم يزل ولا يزال وبين عيني الإنسان من الفرقان أكثر أو مما بين أعين بني آدم وبين عيون ما ذكرنا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام