فالله سبحانه وتعالى يحتجب على هؤلاء الذين يتساقطون في النار ويبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر ومنافق وبقايا أهل الكتاب
ثم ذكر في الخبر أيضا ' أن من كان يعبد غير الله من اليهود والنصارى يتساقطون في النار ثم يتبدى الله عز وجل لنا في صورة غير الصورة التي رأيناه فيها
وفي هذا الخبر ما بان وثبت وصح أن جميع الكفار قد تساقطوا في النار وجميع أهل الكتاب الذين كانوا يعبدون غير الله
وأن الله جل وعلا إنما يتراءى لهذه الأمة برها وفاجرها ومنافقها بعد ما تساقط أولئك في النار
فالله عز وجل كان محتجبا عن جميعهم لم يره منهم أحد كما قال تعالى ( ^ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون )
فأعلمنا الله عز وجل أن من حجب عنه يومئذ هم المكذبون بذلك في الدنيا ألا تسمع قوله تعالى ( ^ هذا الذي كنتم به تكذبون )
وأما المنافقون فإنما كانوا يكذبون بذلك بقلوبهم ويقرون بألسنتهم رياء وسمعة