إلا تسمع قول الله يحكي عن فرعون قوله ^ ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى ) ^
ففرعون عليه لعنة الله يأمر ببناء صرح فحسب أنه يطلع إلى إله موسى وفي قوله ^ ( وإني لأظنه كاذبا ) ^ دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه جلا وعلا أعلى وفوق
وأحسب أن فرعون إنما قال لقومه ^ ( وإني لأظنه كاذبا ) ^ استدراجا منه لهم كما خبرنا جل وعلا في قوله ^ ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ^ فأخبر الله تعالى أن هذه الفرقة جحدت يريد بألسنتهم لما استيقنتها قلوبهم فشبه أن يكون فرعون إنما قال لقومه ^ ( وإني لأظنه كاذبا ) ^ وقلبه أن كليم الله من الصادقين لا من الكاذبين والله أعلم أكان فرعون مستيقنا بقلبه على ما أولت أم مكذبا بقلبه ظانا أنه غير صادق
وخليل الله إبراهيم عليه السلام عالم في ابتداء النظر إلى الكواكب والقمر والشمس أن خالقه عال فوق خلقه حين نظر إلى الكواكب والقمر والشمس ألا تسمع قوله ^ ( هذا ربي ) ^ ولم يطلب معرفة خالقه من أسفل إنما طلبه من أعلى مستيقنا عند نفسه أن ربه في السماء لا في الأرض