وقال آخر:"لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف".
وَوُجْدَانُ هذه الأمور وذَوْقُها هو بحسب قوة المحبة وضعفها، وبحسب إدراك جمال المحبوب والقرب منه، وكلما كانت المحبة أكمل، وإدراك المحبوب أتمّ، والقرب منه أوفر، كانت الحلاوة واللذة والسرور والنعيم أقوى.
فمن كان بالله سبحانه وأسمائه وصفاته أعرف، وفيه أرغب، وله أحب، وإليه أقرب، وجد هذه الحلاوة في قلبه ما لا يمكن التعبير عنه" (1) ."
(2) وعن مالك بن دينار قال:"إن القلب المحب لله يحب النصب لله عز وجل" (2) .
(3) سأل رجل فضيل بن عياض فقال: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل:"إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء فقد بلغت الغاية من حبه" (3) .
(4) سُئِل المرتعش: بماذا ينال العبد المحبة؟ قال:"بموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله" (4) .
(5) قال عامر بن عبدالله:"أحببت الله - عز وجل - حبًا سهَّل عليَّ كل مصيبة، ورضَّاني في كل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت" (5) .
ثانيًا: الأسماء التي تثمر قوة الرجاء في الله - عز وجل- والطمأنينة إلى روحه سبحانه وحسن الظن به:
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله سبحانه وأسمائه وصفاته، وغلبة رحمته غضبه، ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح .. ، بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادت" (6) .
(1) إغاثة اللهفان 1/ 197، 198.
(2) الحلية 2/ 363.
(3) الحلية 8/ 113.
(4) سير أعلام النبلاء 15/ 231.
(5) حلية الأولياء 2/ 89.
(6) مدارج السالكين 2/ 42.