[الذاريات: 58] .
فأما اقتران اسمه سبحانه (القوي) باسمه سبحانه (المتين) فوجهه واضح لأن في اقترانهما كمال آخر في القوة من حيث التناهي في القدرة، والتناهي في شدة القوة.
أما اقترانها باسمه سبحانه (الرزاق) ، فلأن من آثار قوة الله تعالى وقدرته التي لا حد لها تكفله برزق جميع الخلق، وهذا ما لا يقدر عليه إلا الله - عز وجل -. يقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية:"... ومن قوته أن أوصل رزقه إلى جميع العالم" (1) .
ورد ذكر اسمه سبحانه (العزيز) في القرآن في اثنتين وتسعين مرة جاء في أكثرها مقترنًا بأسماء أخرى من أسمائه سبحانه الحسنى، ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } [البقرة: 260] ، وقوله سبحانه: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) } [ص: 9] .
وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) } [آل عمران: 4] .
وقوله تبارك وتعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) } [الشعراء: 9] ، وقد تكرر في السورة كثيرًا.
وقوله - عز وجل: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) } [يس: 38] .
وقوله سبحانه: {إِن اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) } [فاطر: 28] .
وقوله - عز وجل: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) }
[ص: 66] .
وقوله سبحانه: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) }
[البروج: 8] .
المعنى اللغوي (العزيز) :
(العزُّ) في الأصل: القوة والشدة والغلبة، والعز والعزة: الرفعة والامتناع {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} [المنافقون: 1] أي: وله العزة والغلبة، ورجل عزيز: منيع لا يغلب ولا يقهر.
(1) تفسير السعدي 5/ 110.