فهرس الكتاب
الصفحة 365 من 683

وقال ابن كثير:"الخلق هو التقدير، والبرء هو الفري، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، وليس كل من قدر شيئًا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله - عز وجل - قال الشاعر يمدح آخر:"

ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري" (1) "

وقال ابن جرير:" (البارئ) الذي برأ الخلق فأوجدهم بقدرته" (2) .

مما سبق من الأقوال يتبين لنا المعاني التالية لاسمه سبحانه (البارئ) :

1 -أن (البارئ) هو الموجد والمبدع، من برأ الله الخلق إذا خلقهم. وبهذا يكون الاسم مشابهًا ومقارنًا لـ (الخالق) .

2 - (البارئ) هو الذي فصل بعض الخلق عن بعض، أي: ميز بعضه عن بعض، وأن أصله من البرء الذي هو القطع والفصل.

3 -أن (البارئ) يدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب كما قال: {* مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه: 55] ، وأن أصله من البري وهو التراب.

4 -وهناك معنى رابع ذكره الزمخشري فقال: (البارئ) هو الذي خلق الخلق بريئًا من التفاوت: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) } [الملك: 3] ، أي: خلقهم خلقًا مستويًا ليس فيه اختلاف، ولا تنافر، ولا نقص، ولا عيب، ولا خلل، أبرياء من ذلك كله (3) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (البارئ) :

للتشابه بين اسمه سبحانه (الخالق) واسمه سبحانه (البارئ) في المعنى فإن ما ذكر من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الخالق) يصلح أن يذكر في اسمه سبحانه (البارئ) فليرجع إليها.

ورد اسمه سبحانه (المصور) في القرآن الكريم"مرة واحدة"وذلك في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

[الحشر: 24] .

(1) تفسير ابن كثير 4/ 343.

(2) تفسير الطبري 28/ 37.

(3) انظر: النهج الأسمى، محمد حمود النجدي 1/ 166.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام