ثانيًا: الحرص في الأقوال والأعمال على إيقاعها وترًا حسب ما ورد في السنة من الحث على إنهاء بعض الأقوال والأعمال على وتر؛ لأنه سبحانه وتر يحب الوتر. والمتتبع لكثير من الأذكار والأعمال التي جاءت في الشريعة يجد أنها تنتهي بوتر؛ وبخاصة الواحد، والثلاثة، والسبعة.
وقد جاء الحث على صلاة الوتر - حيث يختم الليل بها - وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر) (1) .
لم يرد ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم وإنما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بالبراز بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: (إن الله - عز وجل - حَيِيُّ ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) (2) .
وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم تبارك وتعالى حَييُّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يده أن يردهما صفرًا) (3) .
المعنى اللغوي:
يقال: استحيت بياء واحدة، وأصله استحييت مثل: استعييت فأعلَّوا الياء الأولى وألقوا حركتها على الحاء.
وقال الأخفش: اسْتحي بياء واحده لغة تميم، وبياءين في لغة الحجاز وهو الأصل.
قال الأزهري:"والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة: 26] ."
(والحيى) مقصور: المطر والخصب، و (الحياء) ممدود: الاستحياء.
ورجل حيي: ذو حياء بوزن فعيل، وامرأة حيية (4) .
(1) أبو داود (1416) ، وأهل السنن، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1256) .
(2) أبو داود (4012) ، والنسائي (393) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3387) .
(3) أبو داود (1488) ، والترمذي (3556) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1320) .
(4) انظر لسان العرب (2/ 1079) ، والصحاح 6/ 2324.