ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (الخبير) باسمه سبحانه (اللطيف) :
ورد هذا الاقتران خمس مرات في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) } [الملك: 14] ، وقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34] ، ولمعرفة وجه هذا الاقتران يرجع إلى مبحث اسمه سبحانه (اللطيف) فهو مذكور هناك.
رابعًا: اقتران اسمه سبحانه (الخبير) باسمه سبحانه (البصير) :
ورد هذا الاقتران خمس مرات في كتاب الله - عز وجل - من ذلك قوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) } [الإسراء: 17] ، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) } [فاطر: 31] .
وعن المعنى الزائد في اقتران هذين الاسمين الكريمين يقول الطاهر بن عاشور:"والخبير: العالم بدقائق الأمور المعقولة والمحسوسة والظاهرة والخفية، والبصير: العالم بالأمور المبصرة. وتقديم الخبير على البصير لأنه أشمل، وذكر البصير عقبه للعناية بالأعمال التي هي من المبصرات وهي غالب شرائع الإسلام" (1) .
واقتران (الخبير) مع (البصير) يفيد شمول علم الله تعالى للبواطن والحقائق، وكذلك للذوات والمشاهدات والمبصرات.
ورد اسمه سبحانه (القوي) في القرآن الكريم (تسع مرات) جاء في أكثرها مقترنًا باسمه (العزيز) كما في قوله - عز وجل: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) } [الشورى: 19] ، وقوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) }
[الحديد: 25] .
(1) التحرير والتنوير 11/ 310.