فهرس الكتاب
الصفحة 205 من 683

يقول الطاهر ابن عاشور عن هذين الاسمين الكريمين في هذه الآية:"والقول في موقع جملة: {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} كالقول في جملة: {إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) } [الشورى: 50] السابقة، وإنما أوثر هنا صفة"العلي الحكيم"لمناسبتهما للغرض؛ لأن العلوّ في صفة (العليّ) علوّ عظمة فائقة لا تناسبها النفوس البشرية التي لم تَحْظَ من جانب القُدس بالتصفية فما كان لها أن تتلقى من الله مراده مباشرة فاقتضى علوّه أن يكون توجيه خطابه إلى البشر بوسائط يفضي بعضها إلى بعض ... وأمّا وصف (الحكيم) فلأن معناه: المُتقِن للصنع، العالم بدقائقه وما خطابه البشر إلا لحكمة إصلاحهم ونظام عالمهم، وما وقوعه على تلك الكيفيات الثلاث إلا من أثر الحكمة لتيسير تلقّي خطابه، ووعيه دون اختلال فيه ولا خروج عن طاقة المتلقِّين" (1) .

ورد هذا الاسم الكريم في القرآن سبع مرات اقترن في بعضها باسمه سبحانه (الخبير) وهو الغالب، وبعضها جاء مفردًا.

قال الله - عز وجل: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) } [الأنعام: 103] .

وقال سبحانه: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) }

[لقمان: 16] .

وقال سبحانه: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) } [الملك: 14] .

وقال - عز وجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) } [الأحزاب: 34] .

وقال تبارك وتعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) } [الشورى: 19] .

(1) التحرير والتنوير 12/ 150.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام