وقد ورد ذلك في آية واحدة وذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) } [الفرقان: 31] ، وهذان الاسمان الكريمان يتناسبان مع سياق الآية التي يبين فيها الله سبحانه أن من سنُّته أن يقيض لكل نبي عدوًا من المجرمين، ولكن الله سبحانه يتولى أنبياءه بهدايتهم إلى الحق، ونصرتهم على أهل الباطل من المجرمين فهو سبحانه الذي يتولى أنبياءه وأولياءه بالهداية - بكل معانيها - ونصرتهم بجميع أنواع النصرة.
ورد اسمه سبحانه (الوكيل) في القرآن الكريم أربع عشرة مرة من ذلك.
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) } [الأحزاب: 3] ، وقوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) } [الإسراء: 65] ، وقوله سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) } [الزمر: 62] ، وقوله عز وجل: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) }
[آل عمران: 173] .
وأما (الكفيل) فقد ورد مرة واحدة، وذلك في قوله سبحانه: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [النحل: 91] .
كما ورد هذا الاسم الكريم في الحديث الصحيح في قصة الإسرائيلي الذي قال: (كفى بالله كفيلا) وسيأتي تخريجه قريبًا.
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:"قال ابن سيدة: وكِلَ بالله وتوكل عليه واتكل: استسلم له، يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إلى فلان أي: الجأته إليه واعتمدت فيه عليه، ووكَّل فلان فلانا: إذ استكفاه أمره ثقة بكفايته أو عجزًا عن القيام بأمر نفسه، ووكل إليه الأمر: سلمه، ووكله إلى رأيه وكلاً ووكولاً: تركه" (1) .
(1) اللسان 6/ 4909.