فهرس الكتاب
الصفحة 391 من 683

وقال الراغب في المفردات:"التوكيل أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبًا عنك، والوكيل: فعيل بمعنى المفعول" (1) .

وقال الجوهري:"والتوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك والاسم التكلان" (2) .

وقال الزجاجي:"الوكيل فعيل من قولك: وكلت أمري إلى فلان وتوكل به أي: جعلته يليه دوني وينظر فيه، والوكيل: الكفيل أيضًا، كذلك قالوا في قوله - عز وجل - في سورة يوسف: {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يوسف: 66] أي كفيل" (3) .

وأما"الكفيل": قال الراغب:"وربما فسر الوكيل بالكفيل، والوكيل أعم لأن كل كفيل وكيل وليس كل وكيل كفيلاً" (4) .

فهو من كفله يكفله وكفله إياه، والكافل: العائل، وفي التنزيل العزيز: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: 37] ، والكافل: القائم بأمر اليتيم المربي له وهو من الكفيل الضمني.

وقال ابن الأعرابي:"كفيل وكافل، وضمين وضامن بمعنى واحد، وفي التهذيب للأزهري: وأما الكافل فهو الذي كفل إنسانًا يعوله وينفق عليه" (5) .

معناهما في حق الله تعالى:

اسمه سبحانه (الوكيل) يأتي بمعنى الوكيل العام على جميع خلقه، وذلك لأنه خالقهم ومدبر أمرهم والمتكفل بأرزاقهم وحاجاتهم ومحييهم ومميتهم، وذلك كما في قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) } [الأنعام: 102] .

يقول الطبري - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية:"والله على كل ما خلق من شيء رقيب وحفيظ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته" (6) .

(1) المفردات ص 531، 532.

(2) الصحاح 5/ 1844، 1845.

(3) اشتقاق الأسماء ص 136 - 137.

(4) المفردات ص 531، 532.

(5) انظر اللسان 5/ 3906، والصحاح 5/ 1811، والنهاية 4/ 192.

(6) تفسير الطبري 7/ 299.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام