فهرس الكتاب
الصفحة 177 من 683

وقال بعض المفسرين: إن (المبين) وصف لله تعالى، أي: أن الله تعالى مبين وهادٍ. وممن مال إلى ذلك: الإمام الطبري، والقرطبي وغيرهما.

يقول الطبري رحمه الله تعالى:"وقوله: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} ، يقول: ويعلمون أن الله هو الحق الذي بين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذ الشك فيه عند أهل النفاق الذين كانوا فيما كان يعدهم في الدنيا يمترون" (1) 1).

وعلى هذا القول يكون (المبين) من أسمائه سبحانه وسيأتي تفصيل هذا الاسم الكريم في بابه إن شاء الله تعالى. وذكره هنا لاقترانه باسمه سبحانه (الحق) والتماس سر اقتران هذين الاسمين الكريمين. وعن ذلك يقول صاحب التحرير والتنوير:"ومعنى كونهم يعلمون أن الله هو الحق المبين: أنهم يتحققون ذلك يومئذ بعلم قطعي، لا يقبل الخفاء ولا التردد وإن كانوا عالمين ذلك من قبل، لأن الكلام جار في موعظة المؤمنين؛ ولكن نزل علمهم المحتاج للنظر، والمعرض للخفاء والغفلة منزلة عدم العلم، ويجوز أن يكون المراد بـ: {¨ tui د%©! $# يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ} [النور: 23] . خصوص عبد الله بن أبي بن سلول ومن يتصل به من المنافقين المبطنين الكفر بل الإصرار على ذنب الإفك إذ لا توبة لهم فهم مستمرون على الإفك فيما بينهم، لأنه زين عند أنفسهم، فلم يروموا الإقلاع عنه في بواطنهم مع علمهم بأنه اختلاق منهم؛ لكنهم لخبث طواياهم يجعلون الشك الذي خالج أنفسهم بمنزلة اليقين فهم ملعونون عند الله في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم في الآخرة، ويعلمون أن الله هو الحق المبين فيما كذبهم فيه من حديث الإفك وقد كانوا من قبل مبطنين الشرك مع الله جاعلين الحق ثابتًا لأصنامهم" (2) 2).

(1) تفسير الطبري 18/ 106.

(2) التحرير والتنوير 9/ 163.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام