فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 683

وقول السلف"بلا كيف"نفي للتأويل الفاسد في أسماء الله تعالى وصفاته وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومراد السلف بقولهم"بلا كيف"هو نفي التأويل فإنه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنهم هم الذين يثبتون كيفية تخالف الحقيقة فيتبعونه في ثلاثة محاذير: نفي الحقيقة، وإثبات التكييف، وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه" (1) 2).

وأهل السنة عندما ينفون الكيفية لا ينفونها مطلقًا - فإن كل شيء لا بد أن يكون على كيفية ما - وإنما أرادوا نفي علمهم بالكيفية، إذ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه وتعالى (2) .

الفصل الثالث

شرح بعض أسماء اللَّه الحسنى وذكر بعض آثارها وثمرات الإيمان بها

وهذا الفصل هو الهدف الأساس من تأليف هذه الرسالة. ولقد سبق القول بأن أجل المقاصد وأنفع العلوم هو العلم بمعاني أسماء الله - عز وجل - وصفاته العلا لا للعلم بها فحسب، ولكن للتعبد لله تعالى بها وظهور آثارها في قلب العبد وجوارحه. ذلك أن العلم بأسماء الله تعالى يحقق العلم الصحيح بفاطر السماوات والأرض، وخالق كل شيء وربه ومليكه. وهذا يستلزم عبادته وحده وخشيته وتعظيمه وإجلاله ومحبته، والتوكل عليه وحده وتفويض الأمور إليه.

ومع أهمية هذا الجانب في دراسة الأسماء والصفات وجلالة قدره إلا أن هناك غفلة عنه عند كثير من المسلمين، بل وعند كثير من طلبة العلم أثناء دراستهم لهذا العلم الشريف أو تدريسه للناس، وما أبرئ نفسي.

(1) اجتماع الجيوش الإسلامية ص 199.

(2) انظر شرح العقيدة الواسطية"للدكتور محمد خليل هراس رحمه الله"ص 69.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام