رابعًا: دعاء الله - عز وجل - وسؤاله الستر في الدنيا والآخرة، ومن دعائه - عليه الصلاة والسلام- في هذا الباب ما حفظه ابن عمر - رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: (اللَّهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللَّهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللَّهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وشمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) (1) .
لم يرد هذا الاسم الكريم في كتاب الله - عز وجل - وإنما ورد في السُّنَّة من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال:"بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرًا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: ابن عبدالله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يُحشر الناسُ يومَ القيامة - أو قال: العباد - عُراة غُرلاً بُهْمًا) ، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: (ليس معهم شيءٌ، ثم يُناديهم بصَوتٍ يَسمعه من بَعُد كما يَسمعه مَنْ قَرُب: أنا الملكُ، أنا الديّان ولا ينبغي لأحد من أهلِ النار أنْ يدخلَ النارِ، وله عند أحدٍ منِ أهلِ الجنة حقٌّ، حتى أقُصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهلِ الجنة أن يدخلَ الجنة ولأحد من أهلِ النار عنده حقٌّ، حتى أقصه منه حتى اللَّطْمة"، قلنا: كيف! وإنا إنما نأتي الله - عز وجل - عُراةً غرلاً بُهْمًا؟ قال:(بالحَسَناتِ والسَّيئات) .
(1) أبو داود (5074) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4239) .