إن اسمه (القاهر) يلقي في القلب معنى القهر والفوقية لله تعالى، وأنهما مختصان بالله عز وجل، فيمتلئ القلب خوفًا ووجلاً من الله - عز وجل - حتى إذا أخذ الروع من النفس مأخذه أتته الجملة التالية التي فيها وصف الله تعالى لنفسه أنه (حكيم خبير) فتلقي في القلب الراحة والاطمئنان؛ لأنهما تدلان على كمال سلطان الله تعالى ونفاذ أمره وجريان ذلك على مقتضى الحكمة والخبرة، والخير والسداد، فتطمئن النفوس من الخوف وتسكن عن القلق والاضطراب (1) .
ورد اسمه سبحانه (القادر) في القرآن الكريم (اثنتي عشرة مرة) (سبع) منها بصيغة المفرد كما في قوله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} الآية [الأنعام: 65] .
(وخمس) منها بصيغة الجمع كما في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) } [المؤمنون: 95] .
وأما اسمه سبحانه (القدير) فقد ورد في القرآن الكريم (خمسًا وأربعين مرة) منها قوله تبارك وتعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) } [البقرة: 148] .
وقوله سبحانه وتعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) } [النساء: 149] .
وقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) } [فاطر: 44] .
(1) انظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم ص 507، 508 (بتصرف) واختصار.