فهرس الكتاب
الصفحة 343 من 683

رابعًا: مستفاد من قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} الإيمان بصفة العلو لله تعالى على عباده بكل أنواع العلو: علو الذات، وعلو القهر، وعلو المكانة والقدر.

خامسًا: اسم (القهار) خاص بالله تعالى فلا يصلح أن يسمى به المخلوق أو يوصف به، بل هو صفة ذم للمخلوق لأنها في الغالب لا تكون إلا مصحوبة بالظلم والعدوان وخاصة مع الضعفاء، ولذا نهى الله سبحانه عن قهر اليتيم بقوله: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) } [الضحى: 9] .

وكما قال سبحانه عن فرعون وملئه: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) } [الأعراف: 127] .

ولذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر والظاهر، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار والمتكبر، والأول والآخر، والباطن وعلام الغيوب" (1) .

سادسًا: يتضمن اسمه سبحانه (القهار) صفة العزة، و (القوة) ، ولذا فما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (القوي، والعزيز) يصلح أن يذكر هنا.

سابعًا: شعور العبد بضعفه وذلته أمام قهر الله - عز وجل - وجبروته مما يكون له الأثر في تواضع العبد واستكانته لربه الذي لا يكون شيء إلا بإرادته وأمره. يتمنى المرء أن يولد له فلا يولد، وأن لا يمرض فيمرض وأن يستغني فيفتقر، كل ذلك بغلبة من الله وقهر يصده عن مراده، وذلك من آيات كمال القاهر، ونقص المقهور.

اقتران اسمه سبحانه (القهار) ، باسمه سبحانه (الواحد) :

سبق بيان وجه هذا الاقتران عند الكلام عن اسمه سبحانه (الواحد) ، كما أن شيئًا من ذلك ذكر أيضًا عند الكلام عن معنى (القهار) فليرجع إليه

اقتران اسمه سبحانه (القاهر) مع اسميه سبحانه (الحكيم الخبير) :

وذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) } [الأنعام: 18] ، ووجه هذا الاقتران والله أعلم أن يقال:

(1) تحفة المودود ص 108.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام