ولازم هذه المحبة عبادته وحده سبحانه لا شريك له، والبراءة من الشرك وأهله، وإفراده بالرغبة والرهبة لما له سبحانه من الأسماء الحسنى والصفات الحميدة وكثرة خصال الخير والألطاف والأفضال.
ثانيًا: إفراده سبحانه وحده بالتوكل والتعلق وتفويض الأمور إليه سبحانه والثقة في كفايته وقدرته - عز وجل - لأنه سبحانه الصمد المقصود من جميع عباده في قضاء الحاجات.
ثالثًا: تعظيمه سبحانه وإجلاله وحمده والثناء عليه لأنه سبحانه الكامل في سؤدده وأسمائه وصفاته، وهذا من معاني اسمه سبحانه (الصمد) ، وهذا يقتضي الخوف منه سبحانه ورجاءه وحده، والأخذ بأسباب مرضاته، وترك ما يسخطه سبحانه ويغضبه.
رابعًا: دعاؤه سبحانه بهذا الاسم العظيم والتوسل به إليه لما يتضمن من الكمال والجمال والجلال، ولذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي دعا الله - عز وجل - بهذا الاسم وأخبر أنه والأسماء المقترنة معه في الحديث يؤلف الاسم الأعظم الذي إذا دعي به سبحانه أجاب:"فاللَّهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا إنك أنت الغفور الرحيم".
اقتران اسمه سبحانه (الصمد) باسمه سبحانه (الأحد) :
وقد ورد هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) } [الإخلاص: 1، 2] ، وفي الحديث الآنف الذكر: (اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد) .
وقد سبق في شرح اسمه سبحانه (الأحد) ذكر وجه هذا الاقتران، فليرجع إليه.