فهرس الكتاب
الصفحة 363 من 683

تاسعًا: تعظيم الله - عز وجل - وتكبيره وإجلاله وذلك عند معاينة مخلوقاته العظيمة في الآفاق والأنفس لأن عظمة هذه المخلوقات ودقتها وانتظامها يدل على عظمة خالقها وإتقانه لما خلق، قال الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) } [النمل: 88] ، وقال عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) } [الملك:3، 4] .

وعظمة الله - عز وجل - تستلزم عبادته وحده لا شريك له، وتعظيم أوامره ونواهيه، وتعظيم حرماته وشعائره.

عاشرًا: الإيمان بعلوه سبحانه على خلقه ومباينته لهم، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن صفاته لا تحل في شيء من مخلوقاته كما أن مخلوقاته لا تحل فيه، فالخالق سبحانه بائن عن المخلوق بذاته وصفاته فلا اتحاد ولا حلول ولا ممازجة تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا" (1) .

اقتران اسمه سبحانه (الخلاق) باسمه سبحانه (العليم) :

ورد هذا الاقتران مرتين في كتاب الله - عز وجل - وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) } [الحجر: 86] ، وقوله تعالى: {بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) } [يس: 81] ، وقد سبق بيان وجه الاقتران عند الكلام عن اسمه سبحانه (العليم) فليرجع إليه.

(1) مدارج السالكين 3/ 112.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام