ورد اسمه سبحانه (البارئ) (ثلاث مرات) في القرآن الكريم (مرة) معرفًا كما في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر: 24] ، (ومرتين) مضافًا كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى ِNن 3 ح ح'$ t/ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ ِNن 3 ح ح'$ t/ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) } [البقرة: 54] .
المعنى اللغوي:
قال ابن الأعرابي: برئ إذا تخلص، وبرئ إذا تنزه وتباعد، وبرئ إذا أعذر وأنذر ومنه قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 1] أي إعذار وإنذار.
وأصبح بارئًا من مرضه وبريئًا كقولك: صحيحًا وصحاحًا، وقد أبرأه الله من مرضه إبراءً.
وقال الأخفش: يقال برئت العود وبروته إذا قطعته وبريت القلم بغير همز إذا قطعته وأصلحته.
والبرية: الخلق وأصلها الهمز وقد تركت العرب همزها.
وقال الفراء: وإذا أخذت البرية من البري وهو التراب فأصلها غير الهمز (1) .
المعنى في حق الله تعالى:
قال الزجاج:"والبرء خلق على صفة، فكل مبروء مخلوق وليس كل مخلوق مبروء؛ وذلك لأن البرء من تبرئة الشيء من الشيء من قولهم: برأت من المرض، وبرئت من الدين أبرأ منه. فبعض الخلق إذا فصل من بعض سمي فاعله بارئًا" (2) .
وقال الخطابي:"البارئ هو الخالق، ثم قال: إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من الخلق، وقلما يستعمل في خلق السماوات والأرض والجبال فيقال: برأ الله السماء كما يقال: برأ الله الإنسان وبرأ النسم" (3) .
(1) انظر النهاية 1/ 122، واللسان 1/ 239، وتفسير الأسماء للزجاج ص 37، وشأن الدعاء ص 50.
(2) تفسير الأسماء ص 27.
(3) شأن الدعاء ص 51.