فهرس الكتاب
الصفحة 575 من 683

"جاء في سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن سهيل بن عمرو بن الحارث ابن هشام وأبا سفيان بن حرب رضي الله عنهما وجماعة من كبراء قريش من الطلقاء استأذنوا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأذن قبلهم لصهيب وبلال لأنهما كانا من السابقين إلى الإسلام ومن أهل بدر، فوجد أبو سفيان في نفسه. وقال بانفعال: لم أر كاليوم قط. يأذن لهؤلاء العبيد ويتركنا على بابه! فيقول له صاحبه وقد استقرت في حسه حقيقة الإسلام: أيها القوم إني والله أرى في وجوهكم، إن كنتم غضابًا فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم إلى الإسلام ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم فكيف إذا دعوا يوم القيامة وتركتم؟" (1) .

"ويفرض عمر - رضي الله عنه - لأسامة بن زيد أكبر مما يفرض لعبد الله بن عمر حتى إذا سأله عبد الله عن سر ذلك قال له: يا بني كان زيد - رضي الله عنه - أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة - رضي الله عنه - أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي" (2) .

لم يرد هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم، وإنما ورد في السُّنَّة النبوية وذلك فيما ورد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:"استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) ، قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (قلت وعليكم) " (3) ، وقد ورد لهذا الحديث عدة روايات أيضًا منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب أهل الرفق وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) (4) .

المعنى اللغوي:

قال في اللسان:"الرفق ضد العنف، رفَقَ بالأمر وله وعليه يرفُقُ رفقًا، ورفُق يرفق، ورفِق: لَطفَ، وكذلك ترفق به ..."

(1) في ظلال القرآن 6/ 3829.

(2) المصدر السابق.

(3) البخاري (6024) .

(4) مسند أحمد 4/ 87، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1771.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام