ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء. وقد أخطأ أقبح الخطأ من اشتق له من كل فعل اسمًا، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه:"الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد"ونحو ذلك، وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به، فإنه يخبر عنه بأنه:"شيء، وموجود، ومذكور، ومعلوم، ومراد"ولا يسمى بذلك."
المبحث الثاني
شرح حديث: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا ... ) الحديث.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة) (1) 1).
وفي شرح هذا الحديث عدة وقفات:
الوقفة الأولى:
جاء في بعض روايات هذا الحديث تفصيل في ذكر هذه الأسماء التسعة والتسعين كما عند الترمذي وغيره ولكن أغلب العلماء ضعفوا هذه الرواية وردوها. وإنما الرواية الصحيحة هي التي عند البخاري ومسلم، وغيرهما مما لم يذكر فيها تفصيل لهذه الأسماء.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"إن التسعة والتسعين اسمًا لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة. وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ..." (2) 2).
الوقفة الثانية:
(1) رواه البخاري 7392، ومسلم 2677.
(2) مجموع الفتاوى 22/ 482.