فهرس الكتاب
الصفحة 27 من 683

التنبيه الثاني عشر: أفعال الله تعالى صادرة عن أسمائه الحسنى وصفاته، وأما أفعال المخلوق فعنها صدرت أسماؤه وصفاته:

وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"فالرب تبارك وتعالى فعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن فعاله، فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، فالرب لم يزل كاملاً، فحصلت أفعاله عن كماله، لأنه كامل بذاته وصفاته، فأفعاله صادرة عن كماله، كمل ففعل، والمخلوق فعل فكمل من الكمال اللائق به" (1) 1) .

التنبيه الثالث عشر: لا يدخل في أسماء الله تعالى ما جاءت النصوص مخبرة به أو ذكره بعض أهل العلم على وجه الإخبار لا على وجه تسمية الله تعالى ودعائه به:

فباب الإخبار يتوسع فيه مما لا يتوسع في باب التسمية والصفة؛ فقد أجاز بعض أهل العلم الإخبار عن الله تعالى بأنه موجود، وأنه شيء، وأنه ثابت، لكنهم لم يدخلوا مثل هذا في أسمائه وصفاته. وكل ما اشترطوه أن يخبر عنه باسم حسن أو ليس بسيِّئ، أما أسماؤه سبحانه فيشترط أن تكون حسنى.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"ويفرق بين دعائه والإخبار عنه، فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيئ، وإن لم يحكم بحسنه. مثل: اسم شيء، وذات، وموجود ... وكذلك المريد، والمتكلم؛ فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى: محمود ومذموم، فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم، والرحيم والصادق، ونحو ذلك، فإن ذلك لا يكون إلا محمودًا" (2) 1).

(1) بدائع الفوائد 1/147.

(2) مجموع الفتاوى 6/142 (باختصار) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام