يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم؛ وبالغفور، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يُحبُّه، وكذلك قد يرحم من لا يُحِبُّ، والربُّ تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه؛ ويرحمه ويُحبُّه مع ذلك، فإنه: {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222] ، وإذا تاب إليه عبده: أحبَّه؛ ولو كان منه ما كان" (1) .
ورد اسمه سبحانه (البر) مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) } [الطور: 28] .
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:" (البَرُّ) : الصدق والطاعة ... وبرَّ يبُرُّ: إذا صلح .. وقد بر ربه، وبرت يمينه تَبرَّ وتَبِرُّ بَرَّاً وبِرَّاً وبرورًا: صدقت ... والبرَّ والبار بمعنى والبَرُّ: الصادق، وفي التنزيل: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ق OS د m§چ9$#} والبرُّ من صفات الله تعالى وتقدس: العطوف الرحيم اللطيف الكريم ... والبِرُّ: ضد العقوق والمبرة مثله ..."
وجمع البر: أبرار وهو كثير يخص بالأولياء والزهاد والعباد" (2) ."
معنى الاسم في حق الله تعالى:
قال ابن جرير رحمه الله:" {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ق} يعني: اللطيف بعباده" (3) .
وقال الزجاج - رحمه الله - بعد أن ذكر معنى (البر) لغة:"والله تعالى بَرٌّ بخلقه في معنى: أنه يُحْسِن إليهم، ويصلح أحوالهم" (4) .
وقال الخطابي رحمه الله تعالى:" (البَرُّ) هو العَطُوفُ على عباده، المحسنُ إليهم، عَمَّ ببره جميع خلقه، فلم يَبْخلْ عليهم برزقه."
وهو البَرُّ بالمحْسنِ في مُضاعَفته الثواب له، والبرُّ بالمسيء في الصَّفْحِ والتجاوُزِ عنه.
وفي صفات المخلوقين: رجلٌ برٌّ وبارٌّ إذا كان ذا خيرٍ ونفع، ورجلٌ بَرٌّ بأبويه وهو ضِدُّ العاق" (5) ."
(1) التبيان في أقسام القرآن ص 124.
(2) لسان العرب 1/ 252، 253.
(3) تفسير الطبري 27/ 18.
(4) تفسير الأسماء ص 61.
(5) شأن الدعاء ص 90.