فهرس الكتاب
الصفحة 192 من 683

اقتران اسمه سبحانه (العظيم) باسمه سبحانه (الحليم) :

وقد ورد ذلك في دعاء الكرب حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو عند الكرب فيقول: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم) (1) .

ووجه الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين واضح وذلك بأن الله - عز وجل - مع أنه العظيم الجبار المتكبر القاهر فوق عباده فإنه سبحانه الجليل الرحيم الرؤوف بعباده، والجمع بين هذين الاسمين الجليلين يدل على صفة كمال وجمال فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عنهم، ويصفح ولم يكن حلمه سبحانه عن ضعف وعجز، بل عن عظمة وقدرة وقهر.

جاء ذكر اسمه سبحانه (الكبير) في القرآن في ستة مواضع منها:

قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) } [الرعد: 9] .

وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) } [لقمان: 30] ، [ومثل هذه الآية في سورة الحج: 62] .

وقوله تعالى: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) }

[سبأ: 23] .

وقوله سبحانه: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) } [غافر: 12] .

وقوله تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) } [النساء: 34] .

ويلاحظ في هذه الآيات اقتران اسمه سبحانه (الكبير) باسمه - عز وجل - (المتعال) ، (العلي) وسيأتي - إن شاء الله تعالى - بيان وجه هذا الاقتران.

المعنى اللغوي (للكبير) :

(1) البخاري (6345) ، مسلم (2730) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام