"الكاف والباء والراء أصل صحيح يدل على خلاف الصغر. يقال: هو كبير وكبَار، وكبَّار .. ومن الباب الكِبَر: وهو الهرم، والكبر: العظمة. وكذلك الكبرياء، ويقال: ورثوا المجد كابرًا عن كابر أي: كبيرًا عن كبير في الشرف والعز" (1) .
معناه في حق الله تعالى:
قال الخطابي:"الكبير: هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن. فصغر دون جلاله كل كبير، ويقال: هو الذي كبر عن شبه المخلوقين" (2) .
وقال الزجاجي:"والكبير: العظيم الجليل؛ يقال: فلان كبير بني فلان، أي: رئيسهم وعظيمهم، ومنه قوله: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} [الأحزاب: 67] ، أي: عظماءنا ورؤساءنا. وكبرياء الله: عظمته وجلاله) (3) ."
وقال ابن جرير:" (الكبير) يعني العظيم الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم منه" (4) .
ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عن أسمائه: (المجيد الكبير، العظيم) :"وهوالموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال الذي هو أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء وأجل وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه" (5) .
وما سبق أن قيل في أسمائه سبحانه: (المتكبر، العظيم) يصلح أن يقال هنا للتشابه بين هذه الأسماء الحسنى.
وإن من أعظم الأذكار التي يحبها الله - عز وجل - والتي شرعها في كتابه وسُّنة نبيه صلى الله عليه وسلم: ذكره سبحانه بالتكبير؛ وذلك بقول:"الله أكبر". ولو تتبعنا المواطن التي شرع فيها هذا الذكر العظيم المحبوب لله تعالى وندب الناس إليه وحثهم عليه لوجدناها كثيرة جدّاً.
فمن ذلك:
(1) انظر: مقاييس اللغة (كبُرَ) .
(2) شأن الدعاء ص 66.
(3) اشتقاق الأسماء ص 155.
(4) تفسير الطبري 13/ 75.
(5) تفسير السعدي 6/ 487.