ثالثًا: السعي إلى نيل ولاية الله - عز وجل - والاتصاف بصفات أوليائه المتقين وذلك بتحقيق عبوديته سبحانه وتقواه والتقرب إليه بالعمل الصالح فبهذا تنال ولاية الله تعالى كما قال سبحانه: {أَلَا إِن أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) } [يونس: 62 - 63] ، وقوله - عز وجل: {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127) } [الأنعام: 137] .
أما من يوصفون بأولياء الله وهم أبعد ما يكون عن التوحيد ولزوم الكتاب والسُّنَّة وتقوى الله - عز وجل - وذلك بما يعرف عنهم من الشرك والشعوذة والوقوع في ما نهى الله عنه وترك ما أمر به، فهؤلاء أبعد ما يكونون عن أولياء الله تعالى، بل هم أولياء الشيطان وحزبه (1) .
رابعًا: الإيمان بهذين الاسمين الكريمين يثمر في قلب المؤمن محبة أولياء الله تعالى، وتوليهم ونصرتهم والتبرؤ من أعداء الله تعالى وبغضهم وجهادهم، وهذا من مقتضيات عقيدة التوحيد القائمة على الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين.
ورد اسمه سبحانه (النصير) في القرآن (أربع مرات) وذلك في قوله تعالى: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) } [الأنفال: 40] ، وقوله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) } [الحج: 78] ، وقوله سبحانه: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) } [النساء: 45] ، وقوله - عز وجل: {y 4's"x.ur بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) } [الفرقان: 31] ."
(1) انظر للتوسع في هذه المسألة كتاب:"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.