رابعًا: المحافظة على نعم الله - عز وجل- وهباته العظيمة من الضياع، وذلك بالبعد عن أسباب فقدها، ولا سيما هبة الهداية إلى الحق والإيمان، وسؤال الله - عز وجل - والتضرع بين يديه بالثبات على الهداية وعدم الزيغ عنها كما توسل الراسخون في العلم باسمه (الوهاب) للثبات على الدين، وذلك في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) } [آل عمران: 7، 8] .
خامسًا: سؤال الله - عز وجل - بهذا الاسم الكريم كل ما يحتاجه العبد من خيري الدنيا والآخرة؛ لأنه لا واهب إلا الله - عز وجل - وهذا كثير في دعاء الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في القرآن الكريم.
قال الله - عز وجل: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) } [آل عمران: 38] ، وقال سبحانه عن دعوة سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) } [ص: 35] .
وتحدث موسى - عليه السلام - عن نعمة ربه عليه بالنبوة فقال: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) } [الشعراء: 21] .
اقتران اسمه سبحانه (الوهاب) باسمه سبحانه (العزيز) :
وذلك في قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) } [ص: 9] .
وقد سبق الكلام عن وجه هذا الاقتران عند الكلام على اسمه سبحانه (العزيز) فليرجع إليه.