فهرس الكتاب
الصفحة 128 من 683

خامسًا: الخوف منه سبحانه ومراقبته لأنه القائم على كل نفس، المتولي أمرها، الحافظ لأعمالها الذي لا يخفى عليه شيء من أمرها.

يقول الشوكاني رحمه الله تعالى: عند قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ يOح! $ s% عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33] .

"القائم الحفيظ والمتولي للأمور. وأراد سبحانه نفسه فإنه المتولي لأمور خلقه، المدبر لأحوالهم بالآجال والأرزاق، وإحصاء الأعمال على كل نفس" (1) 1).

(9، 10):[الأول، الآخر]

ودليل هذين الاسمين الكريمين:

-قول الله - عز وجل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } [الحديد: 3] .

-ومن السنة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُرُنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: (اللَّهم ربَّ السماوات وربَّ الأرض وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، فالقَ الحبِّ والنَّوى ومُنزِّلَ التوراةِ والإنجيل والفرقان، أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيء أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأولُ فليس قبلك شيءٌ، وأنتَ الآخرُ فليس بعدَكَ شيء، وأنتَ الظَّاهرُ فليس فوقك شيء، وأنت الباطنُ فَليس دونك شيء، اقْضِ عنا الدَّين وأغْنِنا من الفقر) " (2) 1).

ولم يرد ذكر هذه الأسماء الحسنى إلا مرة واحدة في القرآن، وكذلك في السنة.

المعنى اللغوي لاسمه سبحانه (الأول) :

قال الراغب في المفردات:"الأول: الذي يترتب عليه غيره ومستعمل على أوجه:"

أحدها: المتقدم بالزمان كقولك: عبد الملك أولاً ثم منصور.

الثاني: المتقدم بالرياسة في الشيء، وكونه غيره محتذيًا به نحو: الأمير أولاً ثم الوزير.

الثالث: المتقدم بالوضع والنسبة، كقولك للخارج من العراق: القادسية أولاً ثم فيد، وتقول للخارج من مكة: فيد أولاً ثم القادسية.

(1) فتح القدير 3/ 120.

(2) مسلم (2713) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام