فهرس الكتاب
الصفحة 129 من 683

الرابع: المتقدم بالنظام الصناعي. نحو أن يقال: الأساس أولاً ثم البناء (1) 1).

وقال الزجاج:" (الأول) هو موضع التقدم والسبق (2) 2)".

أما معنى هذا الاسم الكريم في حق الله تعالى:

فيكفينا تفسير أعلم البشر بالله تعالى؛ وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنت الأول فليس قبلك شيء) .

ولذلك قال ابن جرير - رحمه الله تعالى - في تفسيره:"هو (الأول) : قبل كل شيء بغير حد" (3) 3).

وقال الخطابي رحمه الله تعالى:" (الأول) هو السابق للأشياء كلها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاستحق الأولية، إذ كان موجودًا، ولا شيء قبله ولا معه" (4) 4).

وقال البيهقي:" (الأول) هو الذي لا ابتداء لوجوده" (5) 5).

وقد جرى على ألسنة كثير من المتكلمين وبعض أهل السنة - أحيانًا - تسمية (الرب) تعالى (بالقديم) ، والقديم ليس من أسماء الله تعالى الحسنى.

والتزام تسميته بـ (الأول) هو الموافق للكتاب والسنة، واللغة، ويؤدي ما يؤديه (القديم) وزيادة؛ فإن (القديم) يعم كل متقدم على غيره في الزمان، وأما (الأول) فإنه يدل على التقدم المطلق على كل شيء.

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:" (الأول) : يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن، ويجب على العبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية إذ السبب والمسبب منه تعالى" (6) 1).

المعنى اللغوي لاسمه سبحانه (الآخر) :

قال الراغب رحمه الله تعالى:" (الآخِر) يقابل به (الأول) ، (وآخَرُ) يقابل به (الواحد) " (7) 2).

و (الآخر) ما يقابل الأول وهو ما ليس بعده شيء إما مطلقًا، وإما باعتبار عدد مخصوص كآخر الشهر، وآخر السنة، وآخر سطر في الورقة.

(1) المفردات ص 31 - 32.

(2) تفسير الأسماء ص 59.

(3) تفسير الطبري 27/ 124

(4) شأن الدعاء ص 87.

(5) الاعتقاد ص 63.

(6) شرح الأسماء الحسنى ص 169، دراسة وتحقيق عبيد بن علي العبيد.

(7) المفردات ص 13.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام