فهرس الكتاب
الصفحة 294 من 683

وعن المعنى الزائد المستفاد من اقتران هذين الاسمين الجليلين (الخلاق العليم) هو - والله أعلم - أن خلقه سبحانه للأشياء والأحياء إنما هو عن علم منه سبحانه بما يخلق، كيف يخلقه، ومتى يخلقه، ويعلم الحكمة من خلقه. أي أنه سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا عبثًا وسدى، بل خلقه عن علم وحكمة وإرادة، واجتماع صفة العلم والخلق فيهما صفة كمال أخرى.

ولصاحب التحرير والتنوير توجيه للمناسبة بين هذين الاسمين الكريمين يربطه بسياق الآية السابقة للآية المذكورة في سورة الحجر.

يقول رحمه الله تعالى:"وجملة {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} في موقع التعليل للأمر بالصفح عنهم، أي: لأن في الصفح عنهم مصلحة لك ولهم يعلمها ربّك، فمصلحة النّبي صلى الله عليه وسلم في الصفح هي كمال أخلاقه، ومصلحتهم في الصفح رجاء إيمانهم، فالله الخلاق لكم ولهم ولنفسك وأنفسهم العليم بمصلحة كل منكم" (1) .

ورد ذكر هذه الأسماء الحسنى في القرآن الكريم بعضها مفردًا وبعضها مضافًا.

فاسمه سبحانه (الملك) ورد في القرآن الكريم (5 مرات) منها قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } [الفاتحة: 4] وهي قراءة سبعية متواترة .. وقوله سبحانه: {مَلِكِ النَّاسِ (2) } [الناس: 2] .

وقوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [طه: 114] ، وقوله تعالى: {الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) } [الجمعة: 1] .

وجاء في دعائه صلى الله عليه وسلم في استفتاح الصلاة: ( ... اللَّهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي .. الحديث) (2) .

(1) التحرير والتنوير 7/ 78.

(2) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3611) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام