فهرس الكتاب
الصفحة 514 من 683

خامسًا: إن الإيمان بأن الله - عز وجل - لا يخفى عن بصره شيء يضفي على المؤمن الطمأنينة والصبر والاحتساب حين يناله من أعداء الله الأذى والابتلاء، وذلك لعلم العبد بأن الله - عز وجل - يرى ذلك ويعلمه وما حصل إلا بعلمه وحكمته ولو شاء الله - عز وجل - لانتقم من أعداء الله تعالى لأوليائه، ولكنه سبحانه حكيم ورحيم ولطيف بعباده حيث يسوق إليهم الخير والرحمة من حيث لا يشعرون، بل من حيث يكرهون.

قال الله - عز وجل - عن أصحاب الأخدود: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) } [البرج: 9] ، فهذه لمسة رحمة لقلوب المؤمنين، وتهديد ووعيد للكافرين، حيث لم يخف عليه أمرهم.

اقتران اسمه (البصير) باسمه سبحانه (السميع) :

سبق الكلام عن وجه هذا الاقتران في باب اسمه سبحانه (السميع) فليرجع إليه.

اقتران اسمه سبحانه (البصير) باسمه سبحانه (الخبير) :

سبق ذكر هذا الاقتران في باب اسمه سبحانه (الخبير) فليرجع إليه.

ورد اسمه سبحانه (الشهيد) في القرآن ثماني عشرة مرة من ذلك قوله سبحانه: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) } [المائدة: 117] .

وقوله - عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) } [الحج: 17] .

وقوله سبحانه: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) } [النساء: 166] .

المعنى اللغوي:

قال في اللسان:"وقال ابن سيده: الشاهد العالم الذي يبين ما علمه" (1) .

(1) لسان العرب 4/ 2348.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام