فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 683

والثاني: بعد قضاء مناسك الحج، وعند ذبح الهدي والأضاحي، قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } [الحج: 37] وعن مشروعية التكبير على الهداية يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:"ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر، لأن هذه الثلاثة أكبر ما يطلب العبد وهي جماع مصالحه. والهدى أعظم من الرزق والنصر، لأن الرزق والنصر قد لا ينتفع بهما إلا في الدنيا، وأما الهدى فمنفعته في الآخرة قطعًا"أهـ (1) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الكبير) :

يراجع ما كتب عن آثار الإيمان باسميه سبحانه (المتكبر، العظيم) .

اقتران اسمه سبحانه (الكبير) باسمه سبحانه (العلي) ، وباسمه سبحانه (المتعال) :

ورد اقتران اسمه سبحانه (الكبير) باسمه سبحانه (العلي) في سورة الحج، وسورة لقمان، وسورة غافر، وسورة سبأ، وسورة النساء وقد سبق ذكر هذه الآيات فليرجع إليها.

أما اقتران اسمه سبحانه (الكبير) باسمه سبحانه (المتعال) فلم يرد إلا مرة واحدة في سورة الرعد، وقد سبق ذكر هذه الآية، ويمكن أن يقال عن المعنى الزائد المستفاد من الجمع بين (العلي) (والكبير) ما قيل سابقًا في اقتران اسمه سبحانه (العلي) باسمه سبحانه (العظيم) فليرجع إليه، كما يمكن أن يضاف ما ذكره الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} في سورة سبأ حيث يقول:"وهو (العلي) بذاته فوق جميع المخلوقات وقهره لهم وعلو قدره، لما له من الصفات العظيمة، الجليلة المقدار. (الكبير) في ذاته وصفاته ومن علوه أن حكمه تعالى، يعلو وتذعن له النفوس، حتى نفوس المتكبرين والمشركين" (2) .

(22، 23، 24):[العلي، الأعلى، المتعال]

(1) مجموع الفتاوى 24/ 229.

(2) تفسير السعدي 4/ 188.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام