فهرس الكتاب
الصفحة 199 من 683

جاء ذكر هذه الأسماء الحسنى في أكثر من آية في كتاب الله - عز وجل - حيث جاء ذلك في ثمان آيات، وقد مر أكثرها عند الكلام عن اسميه سبحانه (الكبير) ، (العظيم) .

ودليل اسمه سبحانه (العلي) ، قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } [البقرة: 255] ، وأما دليل اسمه سبحانه: (الأعلى) ، قوله - عز وجل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } [الأعلى: 1] ، وأما دليل اسمه سبحانه (المتعالي) قوله سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) } [الرعد:9] .

واشتقاق هذه الأسماء واحد، ومعناها متقارب. قال في لسان العرب:"والله - عز وجل - هو العلي المتعالي العالي الأعلى ذو العلا والعلاء والمعالي، تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، وهو الأعلى سبحانه بمعنى: العالي؛ وتفسير (تعالى) : جل ونبا عن كل ثناء، فهو أعظم وأجل وأعلى مما يُثنى عليه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قال الأزهري: وتفسير هذه الصفات لله سبحانه يقرب بعضها من بعض (فالعلي) الشريف، فعيل من علا يعلو، وهو بمعنى العالي، وهو الذي ليس فوقه شيء، ويقال: هو الذي علا الخلق فقهرهم بقدرته. وأما (المتعالي) : فهو الذي جل عن إفك المفترين، وتنزه عن وساوس المتحيرين، وقد يكون (المتعال) بمعنى: العالي. (والأعلى) : هو الله الذي هو أعلى من كل عالٍ، واسمه (الأعلى) أي: صفته أعلى الصفات. والعلاء: الشرف؛ وذو العلا: صاحب الصفات العلا، والعُلا: جمع العليا أي: جمع الصفة العُلْيا والكلمة العليا، ويكون (العُلى) جمع الاسم الأعلى؛ وصفة الله العليا - أي ما يصف به العبد ربه- شهادة أن لا إله إلا الله، فهذه أعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له، ولم يزل الله عليًا عاليًا متعاليًا، تعالى الله عن إلحاد الملحدين، وهو العلي العظيم" (1) .

(1) لسان العرب 4/ 3089.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام