قلت: وهذا قول سيبويه فقال: سبحت الله تسبيحًا وسبحانًا بمعنى واحد فالمصدر تسبيح، والاسم سبحانه يقوم مقام المصدر. قال سيبويه: وقال أبو الخطاب الكبير: سبحان الله كقولك: براءة الله من السوء، كأنه قال: أبرئ الله من السوء، قلت: ومعنى تنزيه الله من السوء: تبعيده منه وكذلك تسبيحه: تبعيده من قولك: سَبَحتُ في الأرض. إذا أبعدت فيها ... وجماع معناه بُعده - تبارك وتعالى - عن أن يكون له مثل أو شريك أو ضد أو ند" (1) 1)."
من آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم:
يرجع إلى ما ذكر من آثار الإيمان باسمه سبحانه (القدوس) .
ويضاف إلى ذلك: الأثر الذي ينشأ من الإيمان باسمه سبحانه (السبوح) من كثرة ذكره سبحانه وتسبيحه وتحميده آناء الليل، وأطراف النهار، والشعور بالأنس والرَّوح بالانضمام إلى بقية العوالم في هذا الكون العظيم التي تسبح الله - عز وجل - وتسجد له.
قال سبحانه: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] .
ورد اسمه سبحانه (السلام) في القرآن مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} ... الآية [الحشر: 23] .
وورد كذلك في السنة النبوية، وذلك في الدعاء المأثور بعد كل صلاة: (اللَّهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام) (2) 1).
وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله هو السلام) (3) 2).
معنى اسمه سبحانه (السلام) :
السلام والسلامة: البراءة، وتسلم منه: تبرأ، قال ابن العربي: السلامة العافية.
وقوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) } [الفرقان: 63] ، معناه: تسلمًا وبراءة.
(1) تهذيب اللغة: 4/ 338، 339.
(2) مسلم (591) .
(3) البخاري (831) ، مسلم (402) .