فهرس الكتاب
الصفحة 487 من 683

والمدح، فهو محسن إلى نفسه بإحسانه إلى الغير، وإما أن يريد الجزاء من الله تعالى في الآخرة، فهو أيضًا محسن إلى نفسه بذلك، وإنما أخر جزاءه إلى يوم فقره وفاقته، فهو غير ملوم في هذا القصد، فإنه فقير محتاج، وفقره وحاجته أمر لازم له من لوازم ذاته، فكماله أن يحرص على ما ينفعه ولا يعجز عنه، وقال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7] ، وقال: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) } [البقرة: 272] ، وقال تعالى، فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني؛ يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوَفّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه) (1) " (2) ."

ورد اسمه سبحانه (الشكور) في القرآن الكريم أربع مرات كما في قوله سبحانه: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) } [التغابن: 17] ، وقوله - عز وجل: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } [فاطر: 30] .

وقوله تبارك وتعالى: {إِن رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) } [فاطر: 34] .

وقوله سبحانه: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } [الشورى: 23] ، أما اسمه سبحانه (الشاكر) ، فقد ورد في القرآن الكريم مرتين فقط وذلك في قوله - عز وجل: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) } [البقرة: 158] ، وقوله تبارك وتعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) }

[النساء: 147] .

المعنى اللغوي:

(1) مسلم (2577) .

(2) إغاثة اللهفان 1/ 41.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام