قال في لسان العرب:" (الشكر) : عرفان الإحسان ونشره ... ورجل شكور: كثير الشكر. وفي التنزيل: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) } [الإسراء: 2] ... والشكور من أبنية المبالغة، والشكور من صفات الله جل اسمه معناه: أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء .. وأما الشكور من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأدائه ما وظف عليه من عبادته .. والشكر مثل الحمد إلا أن الحمد أعم منه فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته."
والشكر من شكرت الإبل تشكر إذا أصابت مرعى فسمنت عليه. والشكور من الدواب ما يكفيه العلف القليل، وقيل الشكور من الدواب: الذي يسمن على قلة العلف، كأنه يشكر وإن كان ذلك الإحسان قليلاً" (1) ."
المعنى في حق الله تعالى:
قال الطبري رحمه الله تعالى:"قال قتادة: {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } [فاطر: 30] ، إنه غفور لذنوبهم، شكور لحسناتهم" (2) .
وقال أيضًا:"إن الله غفور للذنوب، شكور للحسنات يضاعفها" (3) .
قال الخطابي:" (الشكور) : هو الذي يشكر اليسير من الطاعة فَيُثيبُ عليه الكثير من الثواب، ويعطي الجزيلَ من النعمة، فيرضى باليسير من الشكر كقوله سبحانه: {إِن رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) } [فاطر: 34] ."
ومعنى الشكر المضاف إليه: الرضا بيسير الطاعة من العبد والقبولُ له، وإعظام الثواب عليه والله أعلم. وقد يحتمل أن يكون معنى الثناء على الله عز وجل بالشكور ترغيب الخلق في الطاعة، قَلَّتْ أو كثُرت، لئلا يستقلُّوا القليل من العمل فلا يتركوا اليسير من جملته إذا أعوزهم الكثير منه"أهـ (4) ."
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
"وهو الشكور فلن يضيع سعيهم لكن يضاعفه بلا حسبان"
(1) لسان العرب 4/ 2305.
(2) تفسير الطبري 22/ 133.
(3) نفس المصدر، 25/ 27.
(4) شأن الدعاء ص 65، 66.