فهرس الكتاب
الصفحة 489 من 683

ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان

كلا ولا عمل لديه ضائع إن كان بالإخلاص والإحسان

إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله والحمد للمنان" (1) "

وقال الشيخ السعدي:"ومن أسمائه تعالى الشاكر والشكور وهو الذي يشكر القليل من العلم الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملاً، بل يضاعفه أضعافًا مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل. وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرمًا منه وجودًا، والله لا يضيع أجر العاملين إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوا لله تعالى" (2) .

وقال أيضًا:"فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نورًا وإيمانًا وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطًا وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق."

ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفورًا، لم تنقصه هذه الأمور. ومن شكره لعبده أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ..." (3) ."

الفرق بين الحمد والشكر:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته، والحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب."

ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة، وباللسان ثناءً واعترافًا، وبالجوارح طاعة وانقيادًا، ومتعلقه: النعم دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه، وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم.

(1) النونية 2/ 230.

(2) انظر توضيح الكافية الشافية ص 125، 126، والحق الواضح المبين ص 70.

(3) تفسير السعدي 1/ 185، 5/ 630.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام