وذلك في قوله تعالى: {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61] ، ووجه هذا الاقتران - والله أعلم- هو أن الله سبحانه عندما يسأله عباده ويدعونه فإنه يسمع دعاءهم ويستجيب لهم، ولا يمنعه علوه فوق خلقه عن سماع دعائهم؛ لأنه قريب لهم يسمع دعاءهم ويقضي حوائجهم على اختلاف لغاتهم وتفنن حاجاتهم، فهو سبحانه قريب في علوه عالٍ في قربه.
ورد اسمه سبحانه (المجيب) مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله تعالى: {nr مچدےَّ tF َ™$$ su ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) } [هود: 61] .
وورد بصيغة الجمع في قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) }
[الصافات: 75] .
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:"وهو اسم فاعل من أجاب يجيب، والجواب معروف: رديد الكلام، والفعل أجاب يجيب."
قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} [البقرة: 186] ، أي فليجيبوني ... والإجابة: رجع الكلام؛ تقول: أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة وإجابًا وجوابًا وجابة، واستجوبه واستجابه واستجاب له .. والإجابة والاستجابة بمعنى" (1) ."
المعنى في حق الله تعالى:
قال في اللسان أيضًا:"وفي أسماء الله تعالى: (المجيب) وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول سبحانه وتعالى" (2) .
وقال الزجاجي رحمه الله تعالى:" (المجيب) : اسم الفاعل من أجاب يجيب فهو مجيب، فالله - عز وجل - مجيب دعاء عباده إذا دعوه، كما قال - عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] ، فالإجابة والاستجابة سواء" (3) .
(1) لسان العرب 1/ 716.
(2) المصدر السابق 1/ 716.
(3) اشتقاق أسماء الله ص 254.