فهرس الكتاب
الصفحة 595 من 683

أولاً: ما ذكر من الآثار في أسمائه سبحانه: (الكريم، المنان، الجواد، الوهاب) يصلح أن يذكر هنا فليرجع إليها.

ثانيًا: الفرح بهذا الدين وشريعة الإسلام التي هي من آثار إحسانه سبحانه والسعي لنشرها والدعوة إليها لتهنأ البشرية بهذا الإحسان العظيم وذلك بالعيش في ظلال هذه الشريعة الحسنى المتقنة التي كفلت الخير والمصالح العظيمة للناس، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) } [المائدة: 50] .

ثالثًا: التحلي بصفة الإحسان والسعي لأن يكون العبد من المحسنين الذين يحبهم الله - عز وجل - حيث يقول: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) } [البقرة: 195] ، والإحسان من العبد نوعان:

الأول: إحسان في عبادة الله تعالى كما جاء في الحديث الصحيح: (الإحسان أن تعبد الله تعالى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) (1) .

والثاني: إحسان إلى عباد الله تعالى، وذلك بإيصال جميع أنواع الخير لهم، وكلا النوعين قد وعد الله تعالى بالثواب عليهما فقال: {إِن اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) } [التوبة: 120] ، والإحسان إلى الخلق صوره كثيرة فمن ذلك قضاء حوائجهم وإغاثة ملهوفهم، وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وإرشادهم إلى طريق الخير، وتحذيرهم من مسالك الشر والمهالك، وغير ذلك من وجوه الإحسان إلى الخلق.

لم يرد هذا الاسم الكريم في كتاب الله - عز وجل - وإنما ورد في السُّنَّة النبوية فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بالبراز، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله - عز وجل - حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) (2) .

(1) مسلم (8) .

(2) رواه أبو داود (4012) ، وصححه الألباني في صحيح النسائي (393) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام