فهرس الكتاب
الصفحة 132 من 683

ويقول أيضًا:"منه المبدأ وإليه المعاد وهو الأول والآخر: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) } [النجم: 42] " (1) 4).

وقال رحمه الله تعالى:"الغايات والنهايات كلُّها إليه تنتهي: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) } [النجم: 42] ؛ فانتهت إليه الغايات والنهايات؛ وليس له سبحانه غايةٌ ولانهاية ٌ؛ لا في وجوده، ولا في مزيد جوده، إذ هو (الأوَّل) الذي ليس قبله شيءٌ، و (الآخر) الذي ليس بعده شيءٌ، ولا نهاية لحمده وعطائه؛ بل كلَّما ازداد له العبد شكرًا: زاده فضلاً، وكلَّما ازداد له طاعة: زاده لمجده مثوبة، وكلَّما ازداد منه قربًا: لاح له من جلاله وعظمته ما لم يشاهده قبل ذلك، وهكذا أبدًا لا يقف على غاية ولا نهايةٍ، ولهذا جاء: إنَّ أهل الجنة في مزيدٍ دائمٍ بلا انتهاء."

فإن نعيمهم متصلٌ ممن لا نهاية لفضله ولا لعطائه؛ ولا لمزيده، ولا لأوصافه، فتبارك الله ذو الجلال والإكرام: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) } [سورة ص: 54] .

(يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم؛ وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني؛ فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألته: ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يُنقص المخيطُ إذا أُدخل البحر) (2) 1)" (3) 2)."

ودليل هذين الاسمين الكريمين سبق ذكره في قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } [الحديد: 3] ، وكذلك الحديث الذي سبق تخريجه وفيه: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ... الحديث) .

المعنى اللغوي (للظاهر) :

قال في اللسان:"الظهر من كل شيء خلاف البطن ... وظهارة الثوب ما علا الظهر ولم يل الجسد وظهرتُ البيت: علوتُه" (4) 1).

المعنى في حق الله تعالى:

(1) أعلام الموقعين 1/ 143.

(2) مسلم (2577) .

(3) مدارج السالكين 2/ 268.

(4) لسان العرب: 4/ 2765.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام