فهرس الكتاب
الصفحة 133 من 683

قال ابن جرير الطبري:"وقوله: (والظاهر) يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه" (1) 2).

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"اسمه (الظاهر) من لوازمه أن لا يكون فوقه شيء كما في الصحيح: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء) ، بل هو سبحانه فوق كل شيء فمن جحد فوقيته سبحانه فقد جحد لوازم اسمه (الظاهر) ."

ولا يصحُّ أن يكون (الظاهر) : هو من له فوقية القَدْرِ فقط، كما يقال: الذهب فوق الفضةِ؛ والجوهر فوق الزجاج، لأن هذه الفوقيَّة تتعلَّق بالظهور، بل قد يكون المُفوَّق أظهر من الفائق فيها، ولا يصحُّ أن يكون ظهور القهر والغلبة فقط، وإن كان سبحانه ظاهرًا بالقهر والغلبة لمقابلة الاسم (الباطن) ؛ وهو: الذي ليس دونه شيءٌ، كما قابل (الأوَّل) الذي ليس قبله شيءٌ؛ بـ (الآخر) : الذي ليس بعده شيءٌ" (2) 1)."

وقد ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - اسم الجلالة (الظاهر) في نونيته فقال:

والظاهرُ العالي الذي ما فوقه ڑڑشيٌء كما قد قال ذو البرهانِٹڑ

ڑحقًا رسول الله ذا تفسيره

فاقبله لا تقبل سواه من التفا

والشيُ حين يتم منه عُلُوُّه

أو ما ترى هذي السما وعُلُوَّها

والعكس أيضًا ثابتٌ فسفولُه

فانظر إلى عُلُوِّ المحيطِ وأخذه

وانظر خفاء المركز الأدنى ووصـ

وظهوره سبحانه بالذات مِثْـ

لا تجحدنهما جحود الجهم أو

وظهورُه هو مُقْتَضٍ لعُلُوِّه

وكذاك قد دخلت هناك الفاء للتـ

فتأمَّلن تفسير أعلم خلقه

إذ قال أنت كذا فليس لضدهڑڑولقد رواه مسلم بضمانِ

سير التي قِيلت بلا برهانِ

فظهورُه في غاية التبيان

وظهورَها وكذلك القمرانِ ِ

وخفاؤُه إذ ذاك مصطحبانِ صفةَ الظهورِ وذاك ذو تبيانِ

ـف السُّفْلِ فيه وكونه تحتاني

لَ عُلُوِّه فهما له صفتان

صَاف الكمال تكون ذا بهتانِ ِ

وعُلُوُّه لظهوره ببيانِ

ـسبيب مؤذنة بهذا الشانِ

بصفاته من جاء بالقرآنِ

(1) تفسير الطبري 27/ 124.

(2) مدارج السالكين 1/ 31.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام