عن عمر بن ذر، حدثني عطاء بن أبي رباح، قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبدالعزيز أنها دخلت عليه، فإذا هو في مصلاه يدُهُ على خده، سائلة دموعه، فقلتُ: يا أمير المؤمنين! ألشيء حدث؟ قال: يا فاطمةُ! إني تقلَّدتُ أمْرَ أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فتفكَّرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهُور، والغريب المأسور، والكبير، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته، فَرَحِمت نفسي فبكيت" (1) ."
رابعًا: الرضا بحكم الله تعالى: الشرعي، والقدري، والجزائي، ويرجع في تفصيل ذلك إلى ما ورد من ذلك في الكلام عن اسمه سبحانه (الحكيم) و (الحكم) .
لم يرد ذكر هذين الاسمين الكريمين في القرآن الكريم إلا أن اسمه سبحانه (الشافي) قد ورد في القرآن بصيغة الفعل كما في قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) } [الشعراء: 80] .
أما في السنة فقد ورد ذكر اسمه سبحانه (الشافي) وذلك في حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضًا أو أتُي به إليه قال عليه الصلاة والسلام: (أذهب البأس رب الناس أشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) (2) .
وأما اسمه سبحانه (الطبيب) فقد جاء في حديث أبي رمثة - رضي الله عنه - قال:"انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم: قال له أبي: أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب. قال: (الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها) (3) ."
(1) سير أعلام النبلاء 5/ 131.
(2) رواه البخاري في المرض (5675) ، ومسلم في السلام (2191) .
(3) أبو داود في الترجل (4207) وصححه الألباني في السلسلة برقم (1537) ، وقال: صحيح على شرط مسلم.